دكتور الفقي حديثه حول النجاح بجذور النجاح مؤكداً أن التوكل علي الله سبحانه وتعالي والتمثل بأخلاق أنبيائه والصحابة يمثلان 93% من جذور النجاح والباقي مهارات مهنية وحياتية يمكن اكتسابها وتنميتها أما الانتماء فجاء في المرتبة الثانية بعد الإيمان والتوكل، مشيراً إلي أن الانتماء للدين، للوطن، للغة، للأسرة... إلخ، من أهم جذور النجاح .
إذ أن الإنسان الذي يتخلي عن انتمائه لهذه الاشياء يتخلي عن جزء أساسي ومؤثر في تكوين شخصيته. ثم أكد الفقي علي أهمية التنفس الصحيح مؤكداً أن أغلب الناس لا يتنفسون بشكل صحي مما يؤثر علي درجة كفاءة المخ الذي يعتمد علي 33% من الهواء الداخل للرئة
كما نصح الدكتور الفقي الطلاب قائلاً «لا تستثمر إمكانياتك ضدك» ولكن «كلم نفسك صح» إذ يؤكد دكتور الفقي أن المخ يتصرف طبقاً لما يقوله له الإنسان فإذا خاطبت نفسك «أنا فاشل، سيتصرف المخ من هذا المنطلق فتصبح فاشل فعلاً، بذلك أرسي الفقي قاعدة مهمة «أنا + صفة سلبية = اعتقاداً = سلوكاً سلبياً «ولكن أنا = أفضل مخلوق عند الله = ثقة بالنفس = نجاحاً». مشيراً إلي أهمية دعم هذه التحفيزات بتعبيرات الوجه وحركة الجسم التي تضفي علي المخ جانباً من الإقناع فمثلاً لا تقل «أنا ناجح»، وأنت منكس الرأس، مرتخي الكتفين، علي وجهك كل علامات الوجوم والحزن فحتماً لا يصل للمخ أي إشارة مما تقول بل بالعكس سيتحول سلوك سلبياً.
أما مفاتيح النجاح العشرة فكانت:
أولاً - «الدوافع»:
وقد أشار الفقي إلي نوعين من الدوافع «داخلية وخارجية» ولكنه أعطي الأهمية الأكبر للدوافع الداخلية مؤكداً أن ثقة الإنسان في نفسه لابد أن تأتي من داخله دون الاعتماد علي أي قوة خارجية، ومن أهم الدوافع الداخلية «الدوافع للبقاء»، وهو تلك القوة الرهيبة التي تأتي للإنسان عندما يشعر بالخطر علي حياته، هذا الدافع القوي يجعله يهتم بنفسه أكثر من أي شخص آخر يهتم به وهذا حقه «مين بيحب نفسي ويخاف عليها أكتر مني؟».
ثانياً - الطاقة:
سواء كانت هذه الطاقة روحية ومصدرها هو الله والإيمان به وطاعة أوامره، إذ يقول إن مثول الإنسان للصلاة في الفجر يعطي للإنسان طاقة كبيرة جداً منبعها الأساسي الطاقة الروحية، أو طاقة جسمانية إذ أشار الفقي إلي مجموعة من السلوكيات الخاطئة التي تؤثر علي هذه الطاقة ولاسيما مثلاً تجاهل وجبة الإفطار والإكثار منها ففي كلتا الحالتين النتيجة سلبية، وكذلك التنفس الخاطئ، بالإضافة إلي تناول أطعمة غير متوازنة أو متناسقة من حيث القيمة الغذائية، أما الطاقة الذهنية فقد أكد الفقي أنها تحتاج إلي ما يسمي بالمهارة وهو المفتاح الثالث للنجاح.
ثالثاً - المهارة:
كل إنسان يستطيع أن يكتسب مهارات جديدة وينميها بل ويصل إلي حد التميز بها، وذلك من خلال القراءة والبحث والاستماع إلي اللقاءات العلمية المفيدة، ومشاهدة مواد إعلامية تعمل علي تنمية العقل وإعماله، بالإضافة إلي تنمية القدرة الذاتية علي الفهم والاستيعاب والتحليل.
رابعاً - الفعل:
بعد تنشيط الدوافع الإيجابية والحصول علي أكبر قدر من الطاقة، والإعداد المنظم لاكتساب المهارات تأتي أهمية أن نضع كل ذلك في الفعل، فلابد للإنسان أن يحدد هدفه بشكل دقيق ويبدأ في اتخاذ خطوات فعلية نحو تنفيذه.
خامساً - التوقع:
«تفاءلوا بالخير تجدوه» فالإنسان الذي حدد هدفه وقام بواجبه علي أكمل وجه من حقه أن يتوقع لنفسه النجاح، ولاسيما أن الله وعده أنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً وعلي ذلك فلا مجال للتشاؤم أو التوقع السلبي الذي يسلب الإنسان جزءاً كبيراً من طاقته.
سادساً - الالتزام - الإصرار - الاستمرارية:
هؤلاء الإخوة الثلاثة لا تنازل عن واحدة منهم لتحقيق النجاح، فالالتزام بالهدف المحدد يخلق داخل الفرد إصراراً علي تنفيذه ويستمر في محاولاته دون أن يعبأ بكلام الناس أو محاولاتهم لتعطيل مسيرته «رأيك فيا مايدلش عليا ولن يدل عليا وهذه هي القاعدة الثانية الذي أرساها الدكتور الفقي، سائلاً الطلاب ألا يكترثوا بكلام الناس ولاسيما أن الكلام عن الناس ضعف في التعبير الذاتي» ومن ثم فذلك الإنسان الذي يحاول إحباطك عجز عن النجاح وتحقيق ذاته ويتمني أن تلحق به.
سابعاً - المرونة:
ويقصد بها سرعة إدراك التغيرات وتحويل المسار طبقاً لها، بمعني أن الذبابة قد تموت وهي تحاول الخروج من زجاج النافذة المغلق بينما الباب مفتوح ولكنها لا تمتلك من المرونة ما يجعلها تعدل في مسارها وتخرج من الباب بدلاً من النافذة. وقد أشار الفقي إلي أن أشهر علامات المرونة الابتسامة والتي تعد أقصر مسافة بين أي شخصين، مؤكداً أن الإنسان حينما يضحك تزيد قدرته علي الاستيعاب 14 مرة.
ثامناً - الصبر:
«وهو مفتاح الفرج» فالإنسان الناجح، لا يعبأ بعدد مرات الفشل والسقوط وإنما يتعامل معها علي اعتبارها خطوات للنجاح، ففي كل تجربة لا تنجح فيها أنت لم تفشل وإنما اكتشفت طريقة لا تقود للنجاح.
تاسعاً - التخيل الابتكاري:
التخيل أقوي من المعرفة، وذلك لأن المعرفة تستمد قوامها من الماضي أما التخيل فيجمع بين المعرفة المتراكمة في الماضي والطموح الذي يجتاز الحدود الزمنية إلي المستقبل، فبذلك تصبح قدرة الإنسان علي تخيل شكل النجاح دافعاً قوياً لإدراك هذا النجاح.
عاشراً - الاستمرارية:
وهو العنصر الذي يكمل منظومة النجاح، إذ لا فائدة من كل الخطوات السابقة إذا لم تحظ بالاستمرارية والبقاء، فكثيرون يجيدون البداية وقليلون من يصلون للنهاية، تسقط اسقط علي ظهرك كي تري الكون من حولك، والسماء مفتوحة أمامك ولا تسقط علي وجهك لأنك وقتها لن تبصر إلا التراب.
واختتم الفقي المحاضرة بعبارته الشهيرة «عش كل لحظة في حياتك وكأنها آخر لحظة، لأنها قد تكون فعلاً آخر لحظات حياتك».