ماذا تعني ديناميكية التكيف العصبي وهو العلم الذي قمت بتأسيسه؟
تعني البرمجة, فكل منا مبرمج للنجاح والسعادة, ورغم ذلك فنحن لا نجد كل الناس
سعداء, والسبب أن الإنسان لا يقوم بأي عمل إلا تلقائيا من خلال جهازه العصبي,
لأن%95 من كل تصرفاتنا تلقائية, بداية من طريقة الجلوس, الكلام, النوم, الأكل,
التفكير, كلها أعمال تلقائية لأن الإنسان اتبرمج عليها, لهذا فعندما يدخل الفرد
مرحلة جديدة يستطيع خلالها برمجة جهازه العصبي علي تلقائية جديدة إيجابية تعمل
دون تفكير, وسيكون ذلك رائعا, لأن كل ديناميكيات التكيف العصبي مبنية علي
أربعة أشياء
أولها: تنظيف الماضي من أي شيء سلبي سواء خوف, مرض, اكتئاب, قلق, توتر,
وطالما قمنا بذلك يجب أن تحتفظ أيضا بالمهارات التي تعلمتها وتدربت عليها,
وطالما أنني قد نظفت الماضي فقد أصبحت لدي مهارات وتجارب وخبرات
مثلا طفل صغير أصابه حرق من النار, وبالتالي لن يقترب من النار مرة أخري
حتى إذا كبر, هنا نقوم بتحويل هذه الأحاسيس السلبية إلي مهارة وقدرات بألا يضع
يده علي النار مرة أخري..
مثلا واحد يقول إنه اتخذ في الماضي قرارا مهما جدا, إذا سألته عما يفعل إذا عاد به
الزمن وهل سيتصرف بنفس الطريقة,..
يقول لا لأنه سيتفادى كذا وكذا,...
هنا أقول لكل إنسان لا تحزن علي الماضي لأنه أحسن شيء في حياتك حيث تعلمت
منه كيفية التصرف..
خبراتك وتجاربك منه, ولكننا نحول الماضي بعد تنظيفه تماما واعيا ولا واعيا, إلي
خبرات وتجارب, ثم نرتب قيم الحاضر.
كيف؟
الناس في الشارع ملخبطة في القيم, مثلا سيدة تقول إن أهم شيء بالنسبة لها هم
أولادها, أسألها لو صحتك كويسة هل تقدري تسعدي أولادك, تقول طبعا, وإذا لم
تكن جيدة, هنا تبدأ تفكر في أن أهم شيء هو صحتها, أسألها من منحك هذه
الصحة؟ تقول الله سبحانه وتعالي..
إذن أهم شيء في حياتك هو الله ثم الصحة ثم كذا وكذا.. وحتى نصل إلي الأولاد قد
يكونون رقم50 في حياتها, معني هذا أن القيم ليست مرتبة بشكل صحيح, فهي
تحتاج حتى تصبح أما كفؤا إلي أن ترتب قيمها ثم تبدأ في بناء المستقبل,
وقتها ندخل في تحديد الأهداف, وكيف يمكن للفرد أن يعيش حلمه, فكل ديناميكية
التكيف العصبي مبنية علي هذه المبادئ الأربعة, أول شيء أن يدرك الإنسان حياته
الروحانية, وهي حياته الشخصية والعائلية والاجتماعية, المهنية..
حياته المادية, ويمثل هذا الإدراك%50 من التغيير والعلاج, كأن يدرك الفرد أن
يأكل بسرعة, فيبدأ في الحفاظ علي صحته وشكله ويأكل ببطء..
أو واحد سريع الغضب يدرك هذا ويبدأ يحسن من نفسه, فالإدراك يؤدي إلي الفكر,
والأفكار تحولني إلي التركيز
ويقوم التركيز بثلاثة أشياء, يلغي ما فات, يعمم الواقع, يجعلنا نتخيلها في المستقبل
مثلا صديق لي ألغي مخه عند أي شيء سلبي, فإذا قام بشيء واحد سلبي بعد ذلك
وركز فيه التفكير يبدأ في تعميم هذه الفكرة السلبية, فعندما يركز الإنسان يؤثر هذا
التركيز في الأحاسيس, إما سلبيا أو إيجابيا.
هل عملية تنظيف الماضي سهلة علي الإنسان؟
لا.. بل تأخذ وقتا, حوالي ساعة.
كيف؟
مثلا إنسان انفصل عن حبيبته, وكان هذا الانفصال تجربة قاسية عليه ولا يعرف
كيف يتخلص منها, فما حدث من البداية هو أن هذين الشخصين عندما تقابلا لأول
مرة انجذب كل منهما إلي الآخر عن طريق الفكر ثم عن طريق الكلام, بعدها إذا
سمح كل منهما للآخر بالدخول إلي حياته, أصبح هناك حبل مربوط بين القلبين,
يتغذي هذا الحبل من شيء أسماه العلماء كورتيكال بين موجود بالمخ, وهو يتغذي
من علاقته بالشخص الآخر, وفي حالة فقدان الطرف الآخر يشعر الإنسان بالوجع,
لكنه لا يعلم مكان ألمه, لا يريد أن يأكل أو يشرب أو يقابل أي شخص, والحقيقة أن
ما يجب أن يحدث له هو قطع الحبل اللا واعي, بمجرد قطع هذا الحبل يعود
لطبيعته وهي مرحلة التقبل, وفي هذه الحالة ننظف ا لماضي, ونعالج الذات الشابة
حتى يتجاوز الإنسان هذه الحالة.
مثال آخر, إنسان عنده خوف مرضي حتى وصل إلي20 سنة, رغم أن هذا الخوف
بدأ معه منذ كان في الرابعة من عمره
أقول له, لست أنت الخائف, بل هذا الطفل ذو الأربعة أعوام, فلا تعطي هذا
الكيان16 سنة أخري, من خبراتك فتكبره معك, يجب أن تفصل بين الاثنين, نعمل
تنظيفا متكاملا للطاقة ونضبط مراكزها في جسم الإنسان, بهذا الشكل نتأكد من أن
تجارب الماضي لن تعاوده, بل سيتذكرها ويضحك عليها, ونبدأ نبني عليها..
كيف يصل الإنسان إلي أحسن حالات ذهنه والتي نطلق عليها الألفا وهي التي يصل
إليها الإنسان قبل النوم, حيث يصل لمرحلة الهدوء والاسترخاء وأنا أوصله لهذه
المرحلة في أوقات أخري غير مواعيد نومه, فيصل خلالها إلي أحسن وأقوي
حالات مخه وذهنه, وجسمه...
هنا يستطيع أن يتخذ قرارا صحيحا, عكس من يتخذ قراراته وهي في مرحلة البيتا
وحوله مؤثرات خارجية من موبايل أو شخص يزعجه, وهي أسوأ قرارات يتخذها
في حياته..
أيضا هناك ما يسمي شاشة العقل, كل منا لديه في مخه شاشة تشبه التليفزيون ونحن
نساعد الناس علي اكتشافها وفي هذه الحالة, نعالج الآلام, والخوف ونبني مستقبله.
ماذا عن التدريب بالطاقة؟
مثلا شخص يستخدم يده اليمني في الكتابة, هذا يعني أن مخه الأيسر هو المسئول
عن التحليل والمنطق, والأيمن عن التخيل والابتكار بينما تجد نقطة التركيز في
المنتصف, وفيها تجمع المخيخ, يتعلم الإنسان في هذا الفرع من العلوم أسرار
الذاكرة والتركيز, الثقة في النفس, كيف يتكلم ويؤثر علي الناس بنظرة ثم بابتسامة,
بعد كل هذا أدربه بالطاقة, أجعله يسيطر علي الناس بطاقته, ثم أيضا أعلمه كيفية
التعامل مع الأشخاص السمعيين أو البصريين أو الحسيين وهكذا.
وهل هناك من تطبق عليهم مهارات التنمية البشرية أسرع من غيرهم؟
هذا كلام غير صحيح, لأن الذكاء متحد, الاختلاف الوحيد ينتج عن التربية
والبرمجة والتكيف العصبي, فنحن نقوم بتجميع الطاقة والتركيز ونساوي قدرات
الناس ثم ندرب كلا منهم بعد ذلك بأسلوبه, فأنا مثلا أنتبه للبصري والسمعي
وأحرص علي ألا يضيع مني أي منهم.
الحس البصري والسمعي هل اختلاف النظام التمثيلي للمجموعة هو السبب في
تباين آراء الطلبة مثلا حول مدرس معين؟
مثلا لو كان هناك شخص ذو نظام بصري, نجده يتنفس بسرعة لأنه يتكلم بسرعة
أيضا ويفكر مخه بالصور وتكون حركته سريعة لأن لديه صورا يريد أن يلحق بها
في ذهنه, بالتالي يتخذ قراراته بسرعة, علي عكس السمعي الذي يتنفس من وسط
بطنه, وبالتالي يستهلك وقتا أطول, كما يتخذ قرارات مبنية علي المنطق والتحليل,
تخيل لو الاثنين في عمل واحد بالتأكيد ستحدث مشاكل..
ولو كانا زوجين قد ينفصلا لهذه الأسباب.. الشيء نفسه بالنسبة للإنسان الحسي,
يتنفس هذا النوع من تحت معدته, فيأخذ وقتا في الكلام, تخيل إذا تزوج شخص
حسي بأخرى بصرية, هو هادئ جدا وهي تتكلم200 كلمة في الدقيقة, الشيء نفسه
في عملية التدريس, لابد أن يكون الشخص ذو نظام تمثيلي مرن.
منقول
هذا بداية لك على طريق التميز والنجاح في هذه الحياة
ما عليك إلا مواصلة المشوار معنا عبر صفحات المنتدى كي تواكب
التنمية البشرية يوميا وتصل لمرحلة التميز والامتياز الشخصي .
دمتم بخير وسعادة وتفاؤل
شكرا لحسن المتابعة
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
إذا أعجبك موضوع من مواضيعي فلا تقــل شكـراً
بـــل قــــل الآتـــــــي :
اللهم اغفر له ولوالديه ولأهله ما تقدم من ذنبهم وما تأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار
و أدخلهم الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة