كيف تكسب الأخرين

لابد من معرفة طبيعة نفس الأنسان
التي جبلت على حب الثناء والخير والعطاء والأحسان
المنطق يقول المحترم يحترم والغير محترم لا يحترم
ولكن هل تأملنا قليلا في هذه المقولة المشهوره ؟
لماذا المحترم يحترم والغير محترم لا يحترم ؟
لأن العطاء يرد بنفس العطاء
بمعنى أخر مثلما تعطي ستأخذ وكما تأخذ حتما ستعطي
هنالك أساليب عديدة في التعامل مع الناس
وكل شخص له أسلوبه الذي اكتسبه من خبرته
وأنا سوف اضع اسلوبي
حتى يستفيد منه الأخرين
ولا مانع أن يذكر لنا الأعضاء كل منهم اسلوبه
أو يضيفون شيء جديد للموضوع
حتى تعم الفائدة
ونتبادل المعرفة فيما بيننا
وأول هذه النقاط اقول

1- أحترام خصوصيات الأخرين
لابد أن تعرف ان الأنسان اي أنسان لايحب تدخل أحد في خصوصياته
مالم يعرضها هو عليك ويدخلك فيها
لهذا لا تتدخل في خصوصيات أحد لا بالسؤال ولا بالمراقبة
لأن بتدخلك في خصوصيات الأنسان ينفر الأنسان منك وتكرهه فيك بنفسك
عامل الذوق مهم جدا في هذه النقطه

2-الغيبة
وعلى ان الغيبة ذنب محرم في الشريعة
الا ان الغيبة لا تتوقف فقط على التحريم
وأضرارها من منضور الشريعه فحسب
بل لها أضرار أجتماعية عديدة بين الأنسان والأخرين
ومن تلك الأضرار زرع الحقد بين الذي اغتاب والمغتاب
في حالة معرفة المغتاب ان فلان اغتابه بشيء يضره ويسيء له
وربما يصل الى القطيعة والأنتقام على حسب الغيبة وماتحتويه
وان كانت الغيبة بذكر عيب في شخص أذكرها له وجه لوجه
من باب الصراحه وليس الوقاحة بسلوب جميل دون تجريح
و يكون نقدك أنتقاد بناء حتى تدفعه الى الأفضل
ويكون النقد او النصيحة بينك وبينه دون وجود أحد
حتى يتقبل نقدك او نصيحتك له
ان وجدت به عيب لابد أن يغيره
اما ذكر عيوبه للأخرين من خلف ظهره
فهذا لن يزيده الا قطيعه وكره لك
في حالة ان علم بها وهذا يحدث كثير

3- كثرة الطلبات والخدمات
كثرة الطلبات من الأخرين تنفر الأخرين منه ويشمئزون منه
فطبيعة الناس ربما تجامل الذي يطلب مره ولكن كل مره سوف تنفر منه
خصوصا ان كان الطلب مادي مثل السلف او أستعارة شيء معين
كثرة السلف أو الأستعارة تنفر الأخرين منك
لا أقول لا تتسلف ولكن عند الحاجة
ولا أقول لا تستعير ولكن عند الظرورة
لأن الناس للناس
اما كثرة الطلبات ويمكن بلا حاجة او ظرورة
والتي اصبحت عاده عند البعض
فهذا ينفر الأخرين منهم فحذر
وكذالك كثرة طلب الخدمات
اطلب خدمة ولكن ان كانت مهمه جدا
اما كثرت طلب الخدمات وبلا أهمية
فربما سيعتقد الأخرين انك انسان علاقتك معهم هي علاقة مصالح فتخسرهم فحذر

4- كتم الأسرار
عندما يجدك الأخرين أنسان مؤتمن على أسرارهم حتما ستكسبهم
عامل زرع الثقة بينك وبينهم مهم جدا في هذه النقطة
ولكن ان كنت تخرج الأسرار دون علمهم متى ماطال الزمن لابد ان يعلمو فبتالي ربما لن يتحدثو امامك بشيء خاص بهم فتنعدم الثقة
وما أصعب ان تنعدم الثقة بينك وبين من تحب فنتبه

5- الكرم
ان كرمك من الصفات التي تحبب الأخرين فيك فيبادلونك بنفس الكرم
اما البخل فهذه صفة تجعلهم ينضرون لك بنضرة تحقير
فالبخيل لا أحد يطيقه وكل شخص له كرمه بحسب مايستطيعه
وليس العبرة بكم عزمت وبكم قدمت ولكن العبرة انك كريم
والأخرين سيستشعرون هذا الكرم وان كان قليل بناء على قدر أستطاعتك ولكن تضل كريم في نضرهم غير ملام على قلة ماقدمت
فالناس تعلم بقدرة الشخص فتعذره ويكون بنضرهم كريم في النهاية
فلا تخف ولكن المهم الا تكون بخيل فتهجر وتحقر

6- السؤال عن الأخرين
ان سؤالك عنهم سواء بتصال او بطرق باب بيته
سيزرع في داخله اهتمامك به
ويزرع البهجة في قلبه وتشعره بقيمته عندك
فيبادلك نفس الشعور بل سيكون احرص مايكون على كسبك
بل رسالة موبايل من فترة لفترة لها مفعول كبير في نفس الأخرين
رغم انها مجرد رسالة ولكن الأثر المترتب عليها كبير جدا واجابي
فالنفس تحب من يقدرها فتدبر

7- الأستماع والأنصات للأخرين
ان أستماعك لحديث الطرف الأخر والأنصات له
يحسسه بهتمامك له و بما يقول
دون طبعا مقاطعة او سخرية مع أحترام رأيه وان خالفك فكل له رأيه
وهذا يدفعه ان يتحدث اليك بأشياء
ربما لو لم تكن منصت له لما حدثك بها من أسرار او خصوصيات
او غيرها فهي سياسية التعامل التي لا يتقنها الا القليل ففهم

8- أحترام الأخرين وقلة المزاح
ان احترامك للأخرين وعدم الأستهزاء او السخرية بهم سيفرض أحترامهم لك وتقديرهم لك
ومحبتهم لك وقربهم لك وكسبك لهم
كذالك كثرة المزاح والضحك
يقلل من هيبتك ومقدارك ومكانتك عندهم
فتخسرهم بدل ان تكسبهم
وعلى هذا يجب عليك احترام الأخرين
ويجب عليك التقليل من الضحك والمزح معهم ليقدروك فتكسبهم

9- الكتمان وعدم الشكوى
وكما قيل الشكوى لغير الله مذله فبشكواك لهم تقلل من مقدارك عندهم وربما يحتقروك
فلا تضمن من يستحق الشكوى ومن لا يستحقها
كذالك الكتمان لقول الرسول وأقظو حوائجكم بالكتمان
فأن كنت مبتلى بمعاصي او عيوب استر نفسك
حتى لا تسيء لسمعتك عندهم فتخسر تقديرهم لك واحترامهم لك
فتخسر كسبك لهم
لأن البعض لا يستر نفسه
وربما يتفاخر بما يفعله أمام الناس وأن أنعجبو به ومدحوه
الا ان بداخل أنفسهم سقط من أعينهم
وأساء لسمعته دون أن يشعر

10- اخيرا وبكل أختصار عامل الناس كما تحب ان يعاملوك
حتما ستجدهم معك كما تحب ان يكونو معك
لأن الأنسان هو من يستطيع ان يرفع نفسه أو ينزل نفسه
هو فقط من يستطيع أن يحدد نفسه في أختيار اين يكون عندهم
هو فقط من يرسم وينشأ مقامه عند الأخرين
بكلامه وتصرفاته وشخصيته
وعقله وسلوكياته وأدبه وأخلاقه
وبيده هو فقط من يحدد موقعه الأعرابي وسط الناس